لذات الأطفال التي نالوها بالفضل لاستحالة ان يكون لا شيء أكثر من لا شيء وقد قال ان اللذة في نفسها نفع وحسن فاثبت نفعا وحسنا ليس بشيء وقال كل ألم ضرر وجاء من هذا ان الضرر ما ليس شيء عنده . والفضيحة الثامنة من فضائحه قوله في باب الفناء ان الله تعالى لا يقدر على ان يفنى من العالم ذرة مع بقاء السماوات والأرض وبناه على أصله في دعواه ان الأجسام لا تفنى الا بفناء يخلقه الله تعالى لا في محل يكون ضدا لجميع الأجسام لأنه لا يختص ببعض الجواهر دون بعض إذ ليس هو قائما بشيء منها فإذا كان ضدا لها نفاها كلها وحسبه من الفضيحة في هذا قوله بأن الله يقدر على إفناء جملة لا يقدر على إفناء بعضها . والفضيحة التاسعة قوله بأن الطهارة غير واجبة والذي ألجأه إلى ذلك ان سأل نفسه عن الطهارة بماء مغصوب على قوله وقول أبيه بأن الصلاة في الأرض المغصوبة فاسدة وأجاب بأن الطهارة بالماء المغصوب صحيحة وفرق بينها وبين الصلاة في الدار المغصوبة بأن قال ان الطهارة غير واجبة وانما أمر الله تعالى العبد بأن يصلى إذا كان متطهرا ثم استدل على ان الطهارة غير واجبة بان غيره لو طهره مع كونه صحيحا أجزأه ثم انه طرد هذا الاعتلال في الحج فزعم ان الوقوف والطوف والسعي غير واجب في الحج لان ذلك كله يجزئه إذا أتى به راكبا ولزمه على هذا الأصل ألا تكون الزكاة واجبة ولا الكفارة والنذور وقضاء الديون لان وكيله ينوب عنه فيها وفى هذا ارفع احكام الشريعة . وبان بما ذكرناه في هذا الفصل تكفير زعماء المعتزلة بعضها لبعض وأكثرهم يكفرون اتباعهم المقلدين لهم ومثلهم في ذلك كما قاله الله تعالى « فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون » واما مثل اتباعهم معهم فقول الله تعالى « إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب