بعد أبى موسى الأشعري وعمرو بن العاص تضييعا للحزم . الفضيحة الثانية عشرة من فضائحه هي التي تكاد السماوات يتفطرن منه وهى دعواه انه لا يعلم باخبار الله عز وجل ولا باخبار رسوله عليه السلام ولا باخبار أهل دينه شيء على الحقيقة ودعواه ان الأجسام والألوان لا يعلمان بالاخبار . والذي ألجأه إلى هذا القول الشنيع قوله بان المعلومات ضربان محسوس وغير محسوس والمحسوس منها أجسام ولا يصح العلم بها الا من جهة الحس والحس عنده لا يقع الا على جسم واللون والطعم والرائحة والصوت عنده أجسام قال ولهذا أدركت بالحواس واما غير المحسوس فضربان قديم وأعراض وليس طريق العلم بهما الخبر وانما يعلمان بالقياس والنظر دون الحس والخبر . فقيل له على هذا الأصل كيف عرفت ان محمدا صلى الله عليه وسلم كان في الدنيا وكذلك سائر الأنبياء والملوك وان كانت الاخبار عندك لا يعلم بها شيء ؟ فقال ان الذين شاهدوا النبي عليه السلام اقتطعوا منه حين رأوه قطعة توزعوها بينهم وصلوها بأرواحهم فلما أخبروا التابعين عن وجوده خرج منهم بعض تلك القطعة فاتصل بأرواح التابعون لاتصال أرواحهم ببعضه وهكذا قصة الناقلون عن التابعين ومن نقلوا عنهم إلى ان وصل إلينا . فقيل فقد علمت اليهود والنصارى والمجوس والزنادقة ان نبينا عليه السلام كان في الدنيا أفتزعم ان قطعة منه اتصلت بأرواح الكفرة فالتزم ذلك فالزم ان يكون أهل الجنة إذا اطلعوا على أهل النار ورآهم أهل النار وخاطب كل واحد من الفريقين الفريق الآخر ان تنفصل قطعة من أرواح كل واحد منهم فيتصل بأرواح الفريق الآخر فيدخل الجنة قطع كثيرة من أبدان أهل النار وأرواحهم ويدخل النار قطع كثيرة من أبدان أهل الجنة وأرواحهم وكفاه بالتزام هذه البدعة خزيا . الفضيحة الثالثة عشرة من فضائحه ما حكاه الجاحظ عنه من قوله تتجدد