لزمه ان لا يسمع الجماعة حرفا واحدا لان الحرف الواحد لا ينقسم حروفا كثيرة على عدد السامعين . الفضيحة العاشرة من فضائحه قول بانقسام كل جزء لا إلى نهاية وفى ضمن هذا القول إحالة كون الله تعالى محيطا بآخر العالم عالما بها وذلك قول الله تعالى « وأحصى كل شيء عددا » . ومن عجائبه انه أنكر على المانوية قولهم بان الهمامة التي هي روح الظلمة عندهم قطعت بلادها ووافت الفضيحة العليا من العليا حتى شاهدت النور وقال لهم ان كانت بلادها لا تتناهى من جهة السفل فكيف قطعتها الهمامة لان قطع ما لا نهاية له محال ثم زعم مع ذلك ان الروح إذا فارق البدن قطع العالم إلى فوق مع قوله بان المقطوع من العالم غير متناهية الاجزاء بل كل قطعة منها غير متناهية الاجزاء فكيف قطعها الروح في وقت متناه ولأجل هذا الالزام قال بالطفرة التي لم يسبق إليها من أهل الأهواء غيره . واعجب من هذا انه الزم الثنوية بتناهي النور والظلمة من كل جهة من الجهات الست من أجل قولهم بتناهي كل واحد منها من جهة ملاقاته للآخر فهل استدل بتناهي كل جسم من جميع جهات أطرافه على تناهى اجزائه في الوسط وإذا كان تناهى الجسم من جهاته الست لا يدل عنده على تناهيه في الوسط لم ينفصل من الثنوية إذا قالوا ان تناهى كل واحد من النور والظلمة من جهة الملاقاة لا يدل على تناهيهما من سائر الجهات . الفضيحة الحادية عشرة من فضائحه قوله بالطفرة وهى دعواه ان الجسم قد يكون في مكان ثم يصير منه إلى المكان الثالث أو العاشر منه من غير مرور بالأمكنة المتوسطة بينه وبين العاشر ومن غير ان يصير معدوما في الأول ومعادا في العاشر . ونحن نتحاكم إليه في بطلان هذا القول ان أنصف من نفسه وان كان التحكيم