الجواهر والأجسام حالا بعد حال وان الله تعالى يخلق الدنيا وما فيها في كل حال من غير ان يفنيها ويعيدها . وذكر أبو الحسين الخياط في كتابه على ابن الراوندي ان الجاحظ غلط في حكاية هذا القول على النظام . فيقال له ان صدق الجاحظ عليه في هذه الحكاية فاحكم بحبل النظام وحمقه والحادة فيه وان كذب عليه فاحكم بمجون الجاحظ وسفهه وهو شيخ المعتزلة وفيلسوفها ونحن لا ننكر كذب المعتزلة على أسلافها إذا كانوا كاذبين على ربهم ونبيهم . الفضيحة الرابعة عشر من فضائحه قوله بأن الله تعالى خلق الناس والبهائم وسائر الحيوان وأصناف النبات والجواهر المعدنية كلها في وقت واحد وان خلق آدم عليه السلام لم يتقدم على خلق أولاده ولا تقدم خلق الأمهات على خلق الأولاد وزعم أن الله تعالى خلق ذلك أجمع في وقت واحد غير أن أكثر بعض الأشياء في بعض فالتقدم والتأخر إنما يقع في ظهورها من أماكنها . وفى هذا تكذيب منه لما اجتمع عليه من سلف الأمة مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى والسامرة من أن الله تعالى خلق اللوح والقلم قبل خلق السماوات والأرض وانما اختلفت المسلمون في السماء والأرض أيتهما خلقت أولا فخالف النظام المسلمين وأهل الكتاب في ذلك وخالف فيه أكثر المعتزلة لأن المعتزلة البصرية زعمت أن الله تعالى خلق إرادته قبل مرادته وأقر سائرهم بخلق بعض أجسام العالم قبل بعض وزعم أبو الهذيل أنه خلق قوله للشيء كن لا في محل قبل أن خلق الأجسام والأعراض . وقول النظام بالظهور والكمون في الأجسام وتداخلها شر من قول الزهرية الذين زعموا أن الاعراض كلها كامنة في الأجسام وإنما يتعين الوصف على الأجسام بظهور بعض الاعراض وكمون بعضها وفى كل واحد من المذهبين تطريق