دين الله تعالى مثل دعوة إبليس إلى الضلالة وقد قال في بعض كتبه ان هذه الأفعال كلها جنس واحد وانما اختلفت أسماؤها لاختلاف أحكامها وهى في الجنس واحد لأنها كلها أفعال الحيوانات ولا يفعل الحيوان عنده فعلين مختلفين كما لا يكون من النار تبريد وتسخين . ويلزمه على هذا الأصل ان لا يغضب على من شتمه ولعنه لان قول القائل لعن الله النظام عند النظام مثل قوله رحمه الله وقوله انه ولد زنى كقوله انه ولد حلال فان رضى لنفسه بمثل هذا المذهب فهو أهل له ولما يلزمه عليه . الفضيحة الثامنة من فضائحه قوله بان الألوان والطعوم والروائح والأصوات والخواطر أجسام وإجازته تداخل الأجسام الكثيرة في حيز واحد وقد أنكر على هشام بن الحكم قوله بان العلوم والإرادات والحركات أجسام وقال لو كانت هذه الثلاثة أجساما لم يجتمع في شيء واحد ولا في حيز واحد وهو يقول ان اللون والطعم والصوت أجسام متداخلة في حيز واحد وينقض بمذهب اعتلاله على خصمه ومن أجاز مداخلة الأجسام في حيز واحد لزمه إجازة دخول الجمل في سم الخياط . الفضيحة التاسعة من فضائحه قوله في الأصوات وذلك انه زعم انه ليس في الأرض اثنان سمعا صوتا واحدا الا على معنى انهما سمعا جنسا واحدا من الصوت كما يأكلان جنسا واحدا من الطعام وان كان مأكول أحدهما غير مأكول الآخر وانما ألجأه إلى هذا القول دعواه ان الصوت لا يسمع الا بهجومه على الروح من جهة السمع ولا يجوز ان يهجم من قطعه واحدة على سمعين متباينين وشبه ذلك بالماء المصبوب على قوم يصيب كل واحد منهم غير ما يصيب الآخر . ويلزمه على هذا الأصل ان لا يكون أحد سمع كلمة واحدة من الله تعالى ولا من رسوله صلى الله عليه وسلم لان مسموع كل واحد من السامعين خير من صوت المتكلم بالكلمة الواحدة والكلمة الواحدة ربما كانت من حرفين وبعض الحرفين لا يكون كلمة عنده وان زعم ان الصوت لا يكون كلاما مسموعا الا إذا كان من حروف