لا خصلة من الطاعة الا ويضادها معاص متضادة ولا خصلة من الايمان الا ويضادها خصال متضادة كل نوع منها يضاد النوع الآخر كما يضادها الطاعة وذلك بمنزلة القيام والقعود والاضطجاع والاستلقاء وقد يخرج عن القعود من لا يصير إلى جميع أضداده وانما يخرج من القعود بنوع واحد من أضداده كذلك يخرج عن كل طاعة لله تعالى بنوع واحد من الكفر المضاد للطاعات كلها لان ذلك النوع من الكفر يضاد نوعا آخر من الكفر كما يضاد سائر الطاعات وهذا واضح في نفسه وان جهله أبو الهذيل . والفضيحة الرابعة من فضائحه قوله بأن علم الله سبحانه وتعالى هو الله وقدرته هي هو . ويلزمه على هذا القول أن يكون الله تعالى علما وقدرة ولو كان هو علما وقدرة لاستحال ان يكون عالما قادرا لان العلم لا يكون عالما والقدرة لا تكون قادرة . ويلزمه أيضا إذا قال ان علم الله هو الله وقدرته هي هو ان يقول ان علمه هو قدرته ولو كان علمه قدرته لوجب ان يكون كل معلوم له مقدورا له وهذا يوجب ان يكون رأيه مقدورا له لأنه معلوم له وهذا كفر فما يؤدى إليه مثله . والفضيحة الخامسة تقسيمه كلام الله عز وجل إلى ما يحتاج إلى محل والى مالا يحتاج إلى محل وقد زعم ان قول الله سبحانه للشيء كن حادث لا في محل وسائر كلامه حادث في جسم من الأجسام وكل كلامه عنده اعراض وقد زعم ان قوله للشيء كن من جنس قول الانسان كن ففرق بين عرضين من جنس واحد في حاجة أحدهما إلى محل واستغناء الآخر عن المحل فاما قوله بحدوث إرادة الله سبحانه لا في محل وقد شاركه فيه المعتزلة البصرية مع قولهم بأنها من