برئت من الخوارج لست منهم * من الغزال منهم وابن باب ومن قوم إذا ذكروا عليا * يردون السلام على السحاب ثم ان واصلا فارق السلف ببدعة ثالثة وذلك أنه وجد أهل عصره مختلفين في على وأصحابه وفى طلحة والزبير وعائشة وسائر أصحاب الجمل فزعمت الخوارج ان طلحة والزبير وعائشة وأتباعهم يوم الجمل كفروا بقتالهم عليا وأن عليا كان على الحق في قتال أصحاب الجمل وفى قتال أصحاب معاوية بصفين إلى وقت التحكيم ثم كفر بالتحكيم وكان أهل السنة والجماعة يقولون بصحة إسلام الفريقين في حرب الجمل وقالوا ان عليا كان على الحق في قتالهم وأصحاب الجمل كانوا عصاة مخطئين في قتال على ولم يكن خطؤهم كفرا ولا فسقا يسقط شهادتهم وأجازوا الحكم بشهادة عدلين من كل فرقة من الفريقين وخرج واصل عن قول الفريقين وزعم ان فرقة من الفريقين فسقة لا بأعيانهم وأنه لا يعرف الفسقة منهما وأجازوا ان يكون الفسقة من الفريقين عليا واتباعه كالحسن والحسين وابن عباس وعمار بن ياسر وأبى أيوب الأنصاري وسائر من كان مع على يوم الجمل وأجاز كون الفسقة من الفريقين عائشة وطلحة والزبير وسائر أصحاب الجمل ثم قال في تحقق شكه في الفريقين لو شهد على وطلحة أو على والزبير ورجل من أصحاب على ورجل من أصحاب الجمل عندي على باقة بقل لم أحكم بشهادتهما لعلمي بأن أحدهما فاسق لا بعينه كما لا أحكم بشهادة المتلاعنين لعلمي بان أحدهما فاسق لا بعينه ولو شهد رجلان من أحد الفريقين أيهما كان قبلت شهادتهما .
ولقد سخنت عيون الرافضة القائلين بالاعتزال بشك شيخ المعتزلة في عدالة على واتباعه ومقالة واصل في الجملة كما قلنا في بعض أشعارنا :

117