responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 93


أوفق وأعلى أفيفيد البرهان مطلبا « كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء » واما ان المبتدع يلقى عليه الذل في الدنيا والغضب من الله تعالى فلقوله تعالى « إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين » حسبما جاء في تفسير الآية عن بعض السلف وقد تقدم ووجهه ظاهر لان المتخذين للعجل انما ضلوا به حتى عبدوه لما سمعوا من خواره ولما القى إليهم السامري فيه فكان في حقهم شبهة خرجوا بها عن الحق الذي كان في أيديهم قال الله تعالى « وكذلك نجزي المفترين » فهو عموم فيهم وفيمن أشبههم من حيث كانت البدع كلها افتراء على الله حسبما أخبر في كتابه في قوله تعالى « قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله » الآية فإذا كل من ابتدع في دين الله فهو ذليل حقير بسبب بدعته وان ظهر لبادي الرأي في عزه وجبريته فهم في أنفسهم أذلاء وأيضا فإن الذلة الحاضرة بين أيدينا موجودة في غالب الأحوال الا ترى أحوال المبتدعة في زمان التابعين وفيما بعد ذلك حتى تلبسوا بالسلاطين ولاذوا بأهل الدنيا ومن لم يقدر على ذلك استخفى ببدعته وهرب بها عن مخالطة الجمهور وعمل بأعمالها على التقية وقد أخبر الله ان هؤلاء الذين اتخذوا العجل ان سينالهم ما وعدهم فأنجز الله وعده فقال « وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله » وصدق ذلك الواقع باليهود حيثما حلوا في أي مكان وزمان كانوا لا يزالون أذلاء مقهورين « ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون » ومن جملة الاعتداء اتخاذهم العجل هذا بالنسبة إلى الذلة وأما الغضب فمضمون بصادق الاخبار فيخاف أن يكون المبتدع داخلا في حكم الغضب والله الواقي بفضله واما البعد عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحديث الموطأ فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال الحديث وفي البخاري عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

93

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست