responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 39


والخامس أنه اتباع للهوى لان العقل إذا لم يكن متبعا للشرع لم يبقى له إلا الهوى والشهوة وأنت تعلم ما في اتباع الهوى وانه ضلال مبين الا ترى قول الله تعالى « يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب » فحصر الحكم في أمرين لا ثالث لهما عنده هو الحق والهوى وعزل العقل مجردا إذ لا يمكن في العادة الا ذلك وقال « ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه » فجعل الأمر محصورا بين أمرين اتباع الذكر واتباع الهوى وقال « ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله » وهي مثل ما قبلها وتأملوا هذه الآية فإنها صريحة في أن من لم يتبع هدى الله في هوى نفسه فلا أحد أضل منه وهذا شأن المبدع فإنه اتبع هواه بغير هدى من الله وهدى الله هو القرآن وما بينته الشريعة وبينته الآية ان اتباع الهوى على ضربين أحدهما أن يكون تابعا للأمر والنهي فليس بمذموم ولا صاحبه بضال كيف وقد قدم الهدى فاستنار به في طريق هواه وهو شأن المؤمن التقي والآخر أن يكون هواه هو المقدم بالقصد الأول كان الأمر والنهي تابعين بالنسبة إليه أو غير تابعين وهو المذموم والمبتدع قدم هوى نفسه على هدى الله فكان أضل الناس وهو يظن أنه على هدى وقد انجز هنا معنى يتأكد التنبيه عليه وهو ان الآية المذكورة عينت للاتباع في الاحكام الشرعية طريقين أحدهما الشريعة ولا مرية في أنها علم وحق وهدى والآخر الهوى وهو المذموم لأنه لم يذكر في القرآن إلا في سياق الذم ولم يجعل ثم طريقا ثالثا ومن تتبع الآيات ألفي ذلك كذلك ثم العلم الذي أحيل عليه والحق الذي حمد إنما هو القرآن وما نزل من عند الله كقوله تعالى « قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني

39

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست