responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 111


ثم نزلت إلى الساحل لأغراض وكان مملوءا من هذه النحل الباطنية والإمامية فطفت في مدن الساحل لتلك الأغراض نحوا من خمسة اشهر ونزلت بعكا وكان رأس الإمامية بها حينئذ أبو الفتح العكي وبها من أهل السنة شيخ يقال له الفقيه الديبقي فاجتمعت بأبي الفتح في مجلسه وأنا ابن العشرين فلما رآني صغير السن كثير العلم متدربا ولع بي وفيهم لعمر الله وإن كانوا على باطل انطباع وإنصاف واقرار بالفضل إذا ظهر فكان لا يفارقني ويساومني الجدال ولا يفاترني فتكلمت على مذهب الإمامية والقول بالتعميم من المعصوم بما يطول ذكره ومن جملة ذلك أنهم يقولون إن لله في عباده أسرارا وأحكاما والعقل لا يستقل بدركها فلا يعرف ذلك الا من قبل إمام معصوم فقلت لهم أمات الإمام المبلغ عن الله لأول ما أمره بالتبليغ أم هو مخلد فقال لي مات وليس هذا بمذهبه ولكنه تستر معي فقلت هل خلفه أحد فقال خلفه وصية على قلت فهل قضى بالحق وأنفذه قال لم يتمكن لغلبة المعاند قلت فهل أنفذه حين قدر قال منعته التقية ولم تفارقه إلى الموت الا أنها كانت تقوى تارة وتضعف أخرى فلم يمكن الا المداراة لئلا تنفتح عليه أبواب الاختلال قلت وهذه المدارة حق أم لا فقال باطل أباحته الضرورة قلت فأين العصمة انما تغنى العصمة مع القدرة قلت فمن بعده إلا الآن وجدوا القدرة أم لا قال لا قلت فالدين مهمل والحق مجهول مخمل قال سيظهر قلت بمن قال بالإمام المنتظر قلت لعله الدجال فما بقي أحد الا ضحك وقطعنا الكلام على غرض مني لأني خفت ان ألجمه فينتقم مني في بلاده ثم قلت ومن أعجب ما في هذا الكلام ان الإمام إذا أوصى إلى من لا قدرة له فقد ضيع فلا عصمة له واعجب منه ان الباري تعالى على مذهبه إذا علم أنه لا علم الا بمعلم وأرسله عاجزا مضطربا لا يمكنه ان يقول ما علم فكأنه ما علمه وما بعثه وهذا عجز منه وجور لا سيما على مذهبهم فرأوا من الكلام ما لم يمكنهم ان يقوموا معه بقائمه وشاع الحديث فرأى رئيس الباطنية المسمين بالإسماعيلية ان يجتمع معي فجاءني أبو الفتح إلى مجلس الفقيه الديبقي وقال إن رئيس الإسماعيلية رغب في الكلام معك فقلت أنا مشعول فقال هنا موضع مرتب قد جاء إليه وهو محرس الطبرانيين مسجد في قصر على البحر وتحامل

111

نام کتاب : الإعتصام نویسنده : إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطبي الغرناطي    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست