الا فلتة وبالعرض لا بالذات وانما تسمى غلطه أو زلة لأن صاحبها لم يقصد اتباع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويل الكتاب أي لم يتبع هواه ولا جعله عمدة والدليل عليه أنه إذا ظهر له الحق أذعن له وأقر به ومثاله ما يذكر عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أنه كان يقول بالارجاء ثم رجع عنه وقال وأول ما أفارق غير شاك أفارق ما يقول المرجئون وذكر مسلم عن يزيد بن صهيب الفقير قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد ان نجح ثم نخرج على الناس قال فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم جالس إلى سارية عن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال وإذا هو قد ذكر الجهنميين قال فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي تحدثون والله يقول « إنك من تدخل النار فقد أخزيته » « كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها » فما هذا الذي تقولون قال فقال أفتقرأ القرآن قلت نعم قال فهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم يعني الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار قال ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه قال وأخاف الا أكون احفظ ذلك قال غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد ان يونوا فيها قال يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم فيدخلون نهرا من انهار الجنة فيغتسلون فيه فيخرجون كأنهم القراطيس فرجعنا وقلنا ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله عليه وسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد أو كما قال ويزيد الفقير من ثقات أهل الحديث وثقة ابن معين وأبو زرعه وقال أبو حاتم صدوق وخرج عنه البخاري وعبيد الله بن الحسن العنبري كان من ثقة أهل الحديث ومن كبار العلماء العارفين بالسنة الا ان الناس رموه بالبدعة بسبب قول حكى عنه من أنه كان يقول بأن كل مجتهد من أهل الأديان مصيب حتى كفره القاضي أبو بكر وغيره وحكى القتيبي عنه كان يقول إن القرآن يدل على الاختلاف فالقول بالقدر صحيح وله أصل في الكتاب والقول بالاجبار صحيح وله أصل في الكتاب ومن قال بهذا فهو مصيب لان الآية الواحدة ربما دلت على وجهين مختلفين .