نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 99
أوكتا ويقرب منه قوله تعالى : * ( فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ) * وقوله : * ( بين يدي رحمته ) * فإن النجوى الرحمة ولا يكون لها هذان العضوان المسميان باليدين إذا عرفت هذه المقدمة فنقول أما قوله تعالى : * ( يد الله فوق أيديهم ) * فالمعنى أن قدرة الله تعالى غالبة على قدرة الخلق وأما قوله تعالى حكاية عن اليهود أنهم قالوا : * ( يد الله مغلولة ) * فاليد ههنا بمعنى النعمة والدليل عليه أن اليهود إما أن يقال بأنهم مقرون بإثبات الخالق أو يقال بأنهم منكرون له فإن أقروا به امتنع أن نقول إن خالق العالم جعل مغلولا مقهورا فإن ذلك لا يقوله عاقل وإن أنكروه لم يكن للقول بكونه مغلولا فائدة فثبت أن المراد أنهم كانوا يعتقدون أن نعم الله تعالى محبوسة عن الخلق ممنوعة عنهم فصارت هذه الآية من أقوى الدلائل على أن لفظة اليد قد يراد بها النعمة وأما قوله تعالى : * ( بل يداه مبسوطتان ) * فالمراد منه أيضا النعمة ويدل عليه وجهان الأول أن هذا ورد في معرض الجواب عن قول اليهود : * ( يد الله مغلولة ) * ولما بينا بالدليل أن قولهم : * ( يد الله مغلولة ) * ليس معناه الغل والحبس بل معناه احتباس نعم الله عنهم وجب أن يكون قوله : * ( بل يداه مبسوطتان ) * عبارة عن كثرة نعم الله تعالى وشمولها للخلق حتى يكون الجواب مطابقا للسؤال والثاني أن قوله : * ( بل يداه مبسوطتان ) * لو حملناه على ظاهره لزم كون يديه مبسوطتين مثل يد صاحب التسنج تعالى الله عنه فثبت أن المراد منه إفاضة النعم وأما قوله تعالى : * ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) * فنقول للعلماء فيه قولان الأول أن اليدين صفتان قائمتان بذات الله تعالى يحصل بهما التخلق على وجه التكريم والاصطفاء كما في حق آدم عليه السلام واحتج القائلون بهذا الوجه بوجوه
99
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 99