responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 86


تعالى : * ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ) * والمعنى وأتاهم الله بخذلانه من حيث لم يحتسبوا وكذا قوله تعالى : * ( فأتى الله بنيانهم من القواعد ) * ويقال في الكلام المتعارف المشهور إذا سمع بولاية رجل جاءنا فلان بجوره وظلمه ولا شك أنه مجاز مشهور الوجه الرابع في التأويل أن يكون في بمعنى الباء وحروف الجر يقام بعضها مقام البعض وتقديره هل ينظرون أن يأتيهم الله بظلل من الغمام والملائكة والمراد أنه يأتيهم الله بالغمام مع الملائكة الوجه الخامس وهو أقوى من كل ما سبق إنا ذكرنا في التفسير الكبير أن قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ) * إنما نزله في حق اليهود وعلى هذا التقدير يكون قوله تعالى : * ( فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات ) * خطابا مع اليهود فيكون قوله : * ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ) * حكاية عنهم والمعنى أنهم لا يقبلون دينكم إلا لأنهم ينظرون أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ومما يدل على أن المراد ذلك أنهم فعلوا ذلك مع موسى عليه السلام فقالوا : * ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) * وإذا ثبت أن هذه الآية حكاية عن حال اليهود واعتقادهم لم يمتنع إجراء الآية على ظاهرها وذلك لأن اليهود كانوا على دين التشبيه وكانوا يجوزون المجيء والذهاب على الله تعالى وكانوا يقولون أنه تعالى تجلى لموسى عليه السلام على الطور في ظلل من الغمام فظنوا مثل ذلك في زمان محمد صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن مذهبهم ليس بحجة وبالجملة فإنه يدل على أن قوما ينتظرون أن يأتيهم الله وليس في الآية دلالة على أن أولئك الأقوام محقون وعلى هذا التقدير زال الإشكال وهذا هو الجواب المعتمد عن تمسكهم بالآية المذكورة في سورة الأنعام فإن قيل هذا التأويل كيف يتعلق بهذه الآية وأنه قال في آخرها : * ( وإلى الله ترجع الأمور ) * قلنا أنه تعالى حكى

86

نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست