responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 85


واللام للمعهود السابق وهذا يستدعي أن يكون قد جرى ذكره من قبل ذلك حتى يكون الألف واللام إليه وما ذاك إلا الذي أضمرناه من أن قوله : * ( يأتيهم الله ) * أي يأتي أمر الله فإن قيل أمر الله عندكم صفة قديمة فالإتيان عليها محال قلنا الأمر في اللغة له معنيان أحدهما الفعل والثاني الطريق قال تعالى وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر وقال وما أمر فرعون برشيد فيحمل الأمر في هذه الآية على الفعل وهو ما يليق بتلك المواقف من الأهوال وإظهار الآيات المهيبة وهذا هو التأويل الأول الذي ذكرناه وأما إن حملنا الأمر على الأمر الذي هو ضد النهي ففيه وجهان الأول أن يكون التقدير هو أن مناديا ينادي يوم القيامة ألا إن الله يأمركم بكذا وكذا ويكون إتيان الأمر هو وصول ذلك النداء إليهم وقوله : * ( في ظلل من الغمام ) * أي مع ظلل والتقدير أن سماع ذلك النداء ووصول تلك الظلل في زمان واحد الثاني أن يكون المراد من إتيان أمر الله تعالى في ظلل حصول أصوات مقطعة مخصوصة في تلك الغمامات دالة على حكم الله تعالى على كل واحد مما يليق به من السعادة والشقاوة أو يكون المراد أنه تعالى خلق نقوشا منظومة في ظلل من الغمام وتكون النقوش جلية ظاهرة لأجل شدة البياض ذلك الغمام وسواد تلك الكتابة وهي دالة على أحوال أهل الموقف في الوعد والوعيد وغيرهما وتكون فائدة الظلل من الغمام أنه تعالى جعلها أمارة لما يريد إنزاله بالقوم فيعلمون أن الأمر قد قرب وحضر الوجه الثالث في التأويل أن يكون المعنى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعد من العذاب والحساب فحذف ما يأتي تعويلا على الفهم إذ لو ذكر ذلك العذاب الذي يأتيهم به كان ذلك أسهل عليهم في باب الوعيد وإذا لم يذكره كان أبلغ في التهويل لأنه حينئذ تنقسم خواطرهم وتذهب أفكارهم في كل وجه ومثله قوله

85

نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست