نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 124
الإنزال والتنزيل عليها مجازا بالاتفاق فلم يجز التمسك به وأيضا فقد يضاف الفعل إلى الأمر به كما يضاف إلى المباشر ألا ترى أنه تعالى أضاف قبض ألا والأرواح إلى نفسه فقال تعالى : * ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) * ثم إضافة إلى ملك الموت فقال : * ( قل يتوفاكم ملك الموت ) * ثم إضافة إلى الملائكة فقال : * ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا ) * وأيضا قال : * ( ورسلنا لديهم يكتبون ) * ثم قال : * ( وإنا له كاتبون ) * وأيضا قال تعالى : * ( يؤذون الله ) * أي أولياءه ثم قال : * ( فلما آسفونا ) * أي أولياءنا وقال : * ( يخادعون الله ) * أي رسوله والمؤمنين وبالله التوفيق وأما الذي تمسكوا به سادسا وهو التمسك بصيغة إلى في حق الله تعالى كقوله : * ( إلى ربها ناظرة ) * والنظر إلى الشئ يوجب رؤيته فجاز أن يكون المراد من النظر هو الرؤية على سبيل اطلاق اسم السبب على المسبب وأيضا حكى الله تعالى عن الخليل عليه السلام أنه قال : * ( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) * وليس المراد منه القرب بالجهة فكذا ههنا والله اعلم وأما الذي تمسكوا به سابعا وهو قوله تعالى أمن أمنتم من في السماء فجوابه أنه لا يمكن اجراء هذه الآية على ظاهرها ويدل عليه وجهان الأول أنه قال : * ( هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) * وهذا يقتضي أن يكون المراد من كونه في السماء ومن كونه في الأرض معنى واحد لكن كونه في الأرض ليس بمعنى الاستقرار فكذلك كونه في السماء يجب أن لا يكون بمعنى الاستقرار فلم لا يجوز أن يكون المراد من : * ( أم أمنتم من في السماء ) * الملائكة الذين هم في السماء لأنه ليس في الكلام ما يدل على أن الذي في السماء هو الإله والملائكة ولا شك أن الملائكة أعداء الكفار والفساق لكن لم لا يجوز أن يكون المراد أم أمنتم من في السماء ملكه وخص السماء بالذكر لأنها أعظم من
124
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 124