نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 123
لأن هذا الجانب المتناهي منه مخالف في الماهية للجانب الذي هو غير متناه ولا يصح على كل واحد منهما ما صح على الآخر وصح أن ينقلب غير المتناهي متناهيا والمتناهي غير متناه وذلك يقتضي جواز الفصل والوصل في ذات الله تعالى وهو محال الثالث أنه إذا كان غير متناه من جانب الفوق فلا جزء إلا وفوقه جزء آخر وكل ما فوقه غيره لم يكن أعلى الموجودات فإذا ليس في تلك الأجزاء شئ هو أعلى الموجودات فثبت بما ذكرنا أن كل ما كان مختصا بالجهة فإنه لا يمكن وصفه بأنه أعلى الموجودات وإذا كان كذلك وجب أن يكون علوه تعالى لا بالجهة والحيز وهو المطلوب وأما الذي تمسكوا به رابعا وهي الآيات المشتملة على لفظ العروج كقوله تعالى : * ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ) * وقوله : * ( ذي المعارج ) * * ( تعرج الملائكة والروح إليه ) * فجوابه أن المعارج جمع معرج وهو المصعد ومنه قوله تعالى : * ( ومعارج عليها يظهرون ) * وليس في هذه الآيات بيان أن تلك المعارج معارج لأي شئ فسقطت حجتهم في هذا الباب بل يجوز أن تكون تلك المعارج معارج لنعم الله تعالى أو معارج الملائكة أو معارج لأهل الثواب وأما قوله تعالى : * ( تعرج الملائكة والروح إليه ) * فنقول ليس المراد من حرف إلى في قوله : * ( إليه ) * فنقول إلى مراده ونظيره قوله تعالى وإليه يرج الأمر كله والمراد انتهاء أهل الثواب إلى منازل العز والكرامة كقول إبراهيم : * ( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) * ويكون هذا إشارة إلى أن دار الثواب أعلى الأمكنة وأرفعها بالنسبة إلى أكثر المخلوقات وأما الذي تمسكوا به خامسا وهو لفظ الإنزال والتنزيل فجوابه أن مذهب الخصم ان القرآن حروف وأصوات فيكون الانتقال عليها محالا وكان إطلاق لفظ
123
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 123