نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 122
القدرة صفة القادر وممتنعة الوجود بدونه بخلاف الحيز والجهة فإنه غني عن الممكن فثبت أن الكمال والفضيلة انما تحصل بسبب الفوقية بمعنى القدرة والسلطنة وكان حمل الآية عليه أولى اما قوله تعالى في صفة الملائكة : * ( يخافون ربهم من فوقهم ) * ففيه جواب آخر وهو أنه يحتمل أن يكون قوله : * ( من فوقهم ) * صلة لقوله : * ( يخافون ) * أي يخافون من فوقهم ربهم وذلك لأنهم يخافون نزول العذاب عليهم من جانب فوقهم وأما الذي ذكروه ثالثا وهو التمسك في العلو بسبب الجهة فقد يستعمل أيضا في العلو بسبب القدرة فإنه يقال السلطان أعلى من غيره ويكتب في أمثلة السلاطين الديوان الأعلى ويقال لأوامرهم الأمر الأعلى ويقال لمجالسهم المجلس الأعلى والمراد في الكل العلو بمعنى القهر والقدرة لا بسبب المكان والجهة وأيضا قال الله تعالى لموسى : * ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) * وقال : * ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) * وقال : * ( وكلمة الله هي العليا ) * وقال فرعون : * ( أنا ربكم الأعلى ) * والعلو في هذه المواضيع بمعنى العلو بالقدرة لا بمعنى العلو بالجهة والذي يدل على أن المراد ما ذكرناه وجوه الأول أنه تعالى قال : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * فحكم بأنه تعالى أعلى من كل ما سواه والجهة شئ سواه فوجب أن يكون ذاته أعلى من الجهة وما كان أعلى من الجهة يمتنع أن يكون علوه سبب الجهة فثبت أن علوه لنفس ذاته لا بسبب الجهة ولا يقال الجهة ليست بشئ موجود حتى يدخل تحت قوله : * ( سبح اسم ربك الأعلى ) * لأنا نقول قد بينا في باب الدلائل العقلية إنها لا بد وأن يكون أمرا موجودا الثاني هو أنه تعالى لو كان في جهة فوق فإما أن يكون له جهة فوق نهاية وإما أن لا يكون له في تلك الجهة نهاية فإن كان الأول لم يكن أعلى الأشياء لأن الأحياز الخالية فوقه تكون أعلى منه ولأنه قادر على خلق الأجسام في جميع الأحياز فيكون قادرا على خلق عالم في تلك الأحياز التي هي فوقه فيكون ذلك العالم على ذلك التقدير أعلى منه وإنما قلنا لا نهاية لذات الله تعالى من جهة فوق
122
نام کتاب : أساس التقديس في علم الكلام نویسنده : فخر الدين الرازي جلد : 1 صفحه : 122