نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 72
على أية حال ، فقد جلس يزيد حيث كان يجلس أبوه من قبل ، وسبق الناس إليه يبايعونه ملكا ، بعد أن بايعوه من قبل أميرا . . واهتز كيانه فزعا ، تحت ضغط مشاعره الوجلة لوجود الحسين وابن الزبير ابن أبي بكر وابن عمر بالمدينة ، فكتب على الفور إلى عامله هناك - الوليد ابن عتبة بن سفيان - بهذا الأمر الحاسم : ( . . أما بعد ، فخذ حسينا ، وعبد الله بن وعمر وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر بالبيعة أخذا شديدا ، ليس فيه رخصة حتى يبايعوا ، والسلام ) . واستنجد الوليد بمشورة قريبة مروان ، وكان مروان واليا على المدينة من قبل ، ثم سخط قرار معاوية أخذه البيعة ليزيد ، إذ كان يرى نفسه بحكم سنه ومشيخته في بني أمية أحق بها وأولى . . ولخص مروان مشورته للوليد في هذه الكلمات السود : ( . . أما ابن عمر ، وابن أبي بكر ، فلا أراهما يريان القتال . . . ولكن عليك بالحسين وعبد الله ابن الزبير ، إليهما فإن بايعا ، وإلا فاضرب أعناقهما قبل أن يذيع في الناس نبأ موت معاوية ، فيثب كل واحد منهما في ناحية ) . . ! ! هكذا ، وبكل يسر واستهتار يطوح مروان بالرقاب ! ! اضرب أعناقهما . . ! ! هذا هو نهج الذين اغتصبوا حق المسلمين في خلافتهم ، وأرادوا أن يجعلوه وقفا على أنفسهم وعلى ذراريهم حتى آخر طفل فيهم وآخر رضيع . . ! ! ومروان هذا ، الذي يشير بقطع الرقاب ، هو الذي سينتقل إليه الملك بعد أربعة أعوام من ملك يزيد . . وهو الذي سيظل الملك في عقبه حتى يجئ العباسيون بعد عشرات من السنين ، لا نرى فيها وفى كل أولئك
72
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 72