نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 70
والصراع من جديد بين المسلمين . . وإنه لتبرير يدينه أكثر مما يشفع له . . ! ! فلماذا خشي الصراع والفتنة إذا هو لم ينقل الملك إلى يزيد . . ولم يخشهما إذا هو وسد الأمر لغير أهله وسلم قيادة الدولة المسلمة إلى أكثر العالمين بعدا عن الصلاحية لها ، وهو يزيد . . ؟ ؟ ! ! إن هذه النظرة تكشف بوضوح عن أن معاوية كان ينظر إلى الأمر على أنه - كما قلناه من قبل - سلطان بني أمية ، أكثر مما هو سلطان الإسلام وسلطان المسلمين . . ! ! ووضع المسألة على هذا النحو - وهو وضع صحيح - يجعل المقاومة أمرا محتوما وقدرا مقدورا . . ولقد بدأت المقاومة بامتناع ( الحسين ، وابن الزبير ، وابن عمر ، وابن أبي بكر ) بالمدينة عن البيعة . . وبدأت بالتذمر الكالح الذي ملأ صفوف الجماهير في كل مكان . . والذي ارتفع به الصوت داخل الأمويين أنفسهم الذين كانوا يشمئزون من يزيد ، ويرون بين رجالهم من هو أحق وأجدر . . كذلك شاع على ألسنة الذين بايعوا من عامة الناس مكرهين . . ذلك أن ( يزيد ) كان شابا عابثا لاهيا . . والتاريخ يصوره دائما بين بطانته ، وهي بطانة سوء ، يلهون ، ويشربون ، ويعربدون . وحتى حين أراد أن يضفي على سيرته بعض التصون والوقار ، فأرسله إلى مكة حاجا ، ولم يغنه ذلك شيئا ، فقد اصطحب يزيد معه لهوه وعبثه وبطانته . . ! ! ويزيد ، قبل هذا ، وبعد هذا ، تنقصه كل مقومات الرجل المناسب للمكان المناسب . . فهو مفلس إفلاسا تاما من كل ما كان لأبيه من دهاء ، وشخصية ، وذكاء ، ومقدرة . . !
70
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 70