نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 69
ولم يكد واليه عليها وقريبه في نفس الوقت - مروان بن الحكم - يعرض الأمر على المسلمين الذين احتشدوا في المسجد الكبير ، حتى جابهته معارضة رهيبة . لقد وقف ( عبد الرحمن بن أبي بكر ) يقول لمروان : ( والله ، ما الخيار أردتم لأمة محمد . . ولكنكم تريدون أن تجعلوها هرقلية ، كلما مات هرقل ، قام هرقل . . . ) . وتلاه ( الحسين ) فرفض في كلمات قواطع هذا العبث بمصاير الإسلام والمسلمين . . وتلاه ( عبد الله بن الزبير ) فدمدم على مروان وعلى معاوية بكلمات كألسنة اللهب . . ! ! وأبلغ أمر المعارضة إلى معاوية ، فلم يحمله ذلك على إعادة النظر في قراره ، بل دفعه إلى الايغال في سرعة إنجازه . فأرسل إلى ولاته الآخرين على بقية الأمصار ، آمرا إياهم أن يسوقوا الوفود إلى الشام كي تبايع ليزيد . . وشهدت الشام مهزلة البيعة ومأساتها على نطاق واسع ، بعد أن أدى الذهب والسيف دورهما في حمل الناس على المبايعة . ولكن موقف ( المدينة ) ظل يؤرقه ، فقرر السفر بشخصه إليها . وهناك حاول إقناع زعماء المعارضة - عبد الله بن الزبير ، والحسين بن علي ، وعبد الله بن عمر . فلما أعيته الحيلة لجأ إلى القوة في مظاهرة مسلحة عجيبة . . ! ! لكن الزعماء الثلاثة صمدوا ، ولم يتحرك منهم لسان ببيعة . . وأمام مناورة الموت التي فاجأهم بها معاوية ، لاذوا بالصمت ، فاستغل هو صمتهم وأذاع في الناس أنهم مبايعون . . ! ! لقد برر معاوية أخذه البيعة ليزيد بحرصه على عدم نشوب الخلاف
69
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 69