نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 50
لكن ( الحسن ) استجابة لطبيعة المسالمة ، رأى أن يبقى أبوه بالمدينة ، بل وأن يعتكف في داره حتى تمر الفتنة بسلام . . ! ! هذه المواقف الثلاثة تكشف عن طبيعة صاحبها ، وعن مدى تعلقه بالأناة ، وإيثاره السلام . وأما عن التقدير الثاني ، الذي أزجته ظروف الحرب وآثارها ، فإن الحرب التي خاضها ( الإمام علي ) كانت قد فجرت من المشاكل والهموم ما يهد الجبال . وكانت آثارها المرهقة ، قد أجهدت المجتمع والدولة كليهما . وكان ( الحسن ) وهو يتلقى البيعة بيمينه ، يرن في سمعه صدى كلمات أبيه الناقمة والآسفة التي وجهها في أخريات أيامه لأهل الكوفة الذين كانوا - وهم أنصاره - أشد إرهاقا له من خصومه . . ! ! ( . . أما والله لوددت أن الله أخرجني من بين أظهركم ، وقبضني إلى رحمته من بينكم . فقد والله ملأتم صدري غيظا ، وجرعتموني الأمرين أنفاسا ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان ، حتى قالت قريش : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب . . لله أبوهم ! ! هل كان فهم أشد لها مراسا وأطول معاناة مني . . ؟ ؟ لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين . . وها أنذا اليوم . وقد عدوت الستين . . ولكن ، لا رأي لمن لا يطاع ) . . ! ! ! كانت هذه الكلمات للإمام ، يدوي في سمع ( الحسن ) صداها . . كما كانت تلح عليه في وضع نهاية للصراع الذي حاول أبوه أن يتحاماه دون جدوى .
50
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 50