نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 49
فأما عن الأول ، فقد كان الحسن بطبيعته يؤثر السلام على الحرب . وكان يألف الأناة . ويختار في معالجة المشكلات أقرب الحلول من السكينة والقصد . . * وعلى سبيل المثال ، نراه حين حوصرت المدينة في عهد الخليفة ( عثمان ) وحوصرت دار الخليفة نفسها ، واستنفد الإمام ( علي ) طاقته وجهده في إطفاء الفتنة دون جدوى . يتقدم هو لأبيه الإمام برأيه في أن يغادر الإمام المدينة ، حتى لا يقتل الخليفة وهو بها فيتخذها خصومه وحساده مادة للتشويش حوله . . ! ! * وكذلك حين استشهد الخليفة ( عثمان ) وعرض الثوار الخلافة على ( الإمام علي ) فرفضها ، ثم عرضت على آخرين من الصحابة فلم يكن أمامهم سوى الرفض تأسيا بعلي . . ثم زحفت الفوضى تهدد كل شئ ، فعاد الثوار إلى ( علي ) ومعهم قادة الصحابة المسلمين يلحون عليه بقبولها فقبلها مكرها . . . يومئذ ، كان للحسن رأي آخر يتسق مع طبيعته ، فحواه أن يرفض أبوه البيعة ، حتى تأتيه بإجماع المسلمين من كافة أقطار الدولة . . ! ! ولقد كان يعلم أن البيعة تنعقد شرعا وعرفا بمن حضر الحرمين من المهاجرين والأنصار ، لكنه إمعانا في نشدان السكينة وتجنب الفتنة ، رأى أن يركب ( الإمام ) الصعب من الأمور ، وينتظر مهما تكن الظروف بيعة جميع الأقاليم . . * ومثل ثالث : موقفه حين خرجت ( السيدة عائشة ) ومعها ( طلحة والزبير ) إلى البصرة ، ليحرضوا أهلها ضد قتلة ( عثمان ) . يومها رأى ( الإمام علي ) وقد أصبح بحكم خلافته مسؤولا عن أمن الدولة وسلامة الأمة . . رأى أن يخرج وراء هذا الركب ليلوي زمامه عما عساه يثير حربا أهلية ، ويشجع حكام الشام على التمرد والعصيان . . !
49
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 49