نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 51
ولكن ذلك لا يعني بحال . أنه آثر السلام وهو في ( مركز ضعف ) . . لا ، بل آثره وهو في ( مركز قوة ) مكين . يقول ( الحسن البصري ) رضي الله عنه : ( استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال . فقال عمر بن العاص لمعاوية إني لأرى كتائب ، لا تولي حتى تقتل أقرانها ، فقال معاوية : إذا قتل هؤلاء أولئك ، فمن لي بأمور الناس . ورغم ما كان بأهل الكوفة من تفسخ وتردد ، فقد كان تحت تصرف ( الحسن ) حين آثر السلام أربعون ألف مقاتل ، يشكلون جبهة واحدة ، قوية وصامدة . . تحت إمرة رجل من أعظم رجال الإسلام وقواده - ذلكم هو : " قيس بن سعد بن عبادة " . ولقد كانوا مصممين على مواصلة الحرب ضد معاوية تصميما حمل بعضهم على مجابهة ( الحسن ) حين رأوه يعتزم الصلح وإقرار السلام مجابهة قاسية وعنيفة رغم حبهم له وتوقيرهم إياه . * * * هو إذن لم يؤثر السلام على ضعف ولا عن عجز . ولم تكن الظروف العسيرة التي تسلم الخلافة فيها لتجاوز قدرها في كونها مجرد ( موضوع ) لتفكيره في السلام . . أما ( مصدر ) تفكيره في السلام فكان طبيعته وخصاله . وهكذا قرر أن يعرض ، بل أن يفرض السلام على معاوية . . وقولنا ( يفرض ) السلام ، تعبير لا مبالغة فيه ، فقد تغلب على ظروف كثيرة لكي يجعل السلام حقيقة ناجزة .
51
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 51