نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 34
إن ما كان حدسا بالأمس ، قد صار حقيقة . . وما كان احتمالا وظنا ، أصبح واقعا وتاريخا . . فها هو ذا معاوية ، لا يكتفي باغتصابه الخلافة ، ثم لا يرغب وهو على وشك لقاء ربه في التكفير عن خطئه ، تاركا أمر المسلمين للمسلمين . . بل يمعن في تحويل الإسلام إلى ملك عضوض وإلى مزرعة أموية . . ! ! فيأخذ البيعة ليزيد كولى عهد له . . يأخذها بالذهب ، وبالسيف . . ثم هاهو يزيد يتربع على عرش أبيه بعد وفاته ، فيهمل أمر المسلمين ، ويعكف على اللهو بفهوده وقروده حتى يلقب ب " يزيد القرود " . . ! ! ثم يسلط من قواده ورجاله من ينزلون بالعباد والبلاد من الهول ما يخجل الشيطان نفسه من اقترافه . . ! ! فابن زياد ، في الكوفة والبصرة ، يجز رأس كل من تسول له نفسه أن يقول : لم . . ؟ ثم يقتل أبناء الرسول وأحفاده وآل بيته في كربلاء قتلا تناهى في البشاعة والرجس . . . ومسلم بن عقبة ، مبعوث يزيد إلى المدينة المنورة دار الهجرة ووطن الأنصار وعاصمة الإسلام ، يصنع بها وبأهلها من الوحشية والجريمة ما يتعاظم كل وصف . . وحتى مكة بمسجدها الحرام ، يرسل إليها " يزيد القرود " من يستبيحها ، ويستبيح مسجدها الحرام . ثم حين يختفي بيت أبي سفيان بموت يزيد ، ويسطو على الخلافة بيت مروان ، وهو شعبة أخرى ، وامتداد آخر للأمويين . . يظهر الحجاج لينشر الخراب والدمار والقتل في كل مكان باسم الأمويين ، وفي سبيل دعم ملكهم ووثنيتهم . .
34
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 34