نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 33
ف ( يزيد ) هذا ، لا يملك ذرة من الصلاحية التي تؤهله لأن يجلس من الأمة المسلمة حيث كان من قبل ( أبو بكر ، وعمر وعثمان ، وعلي ) . . ! ! لقد أنت خلافة واحد من طرازه أدهى كارثة تنزل بالدولة وبالأمة . لا سيما ، وهو يستخلف في عصر لا تفصله عن عصر النبوة والوحي سوى سنوات معدودات . . وفي جيل لا يزال يحيا فيه رجال شامخون أبرار من أصحاب رسول الله أمثال ( عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، والحسن ، والحسين ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وأبي الدرداء ، وقيس بن سعد بن عبادة ) . . ! ! ! ولئن كان هناك من خيار الصحابة والمسلمين من سكن لهذا الوضع الأليم بعد وقوعه ، فإنهم لم يفعلوا عن رضا واقتناع ، بل عن رغبة في تجنيب المسلمين مزيدا من الحروب والآلام والدماء - الأمر الذي لم يتردد ( الحسن ) نفسه عن النهوض به - من قبل - حين تنازل عن حقه في الخلافة لمعاوية ، على النحو الذي سنراه عما قريب . . . ولو أن معاوية وفى بالعهد الذي أبرمه مع ( الحسن ) أمام المسلمين كافة ، فترك الأمر من بعده لمشورة الناس واختيار الأمة ، لتغير موقف ( الحسين ) ولتغير بالتالي مجرى الأحداث . إننا الآن نستطيع أن نبصر عدالة القضية التي ناضل دونها الإمام وأبناؤه ، أكثر مما كان متاحا لمعاصريها . . فهم كانوا ينظرون إليها من خلال حدسهم وتقديرهم لاحتمالات المستقبل حين يستقر الأمر لبيت أبي سفيان ، وحين تنتهي إلى أيدي أبنائه مصاير الإسلام والمسلمين . أما نحن اليوم ، فالأمر بالنسبة لنا ليس أمر حدس أو احتمال . .
33
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 33