responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 21


وأما موقف " الإمام علي ) من بيعة ( الصديق أبي بكر ) رضي الله عنهما ، فما كان امتناعه عن البيعة أول أمره تحديا منه لمبادئ التي قامت عليها حياته الورعة ، ولا نكوصا عن التضحية من أجلها .
بل كان في التحليل النهائي له ، صورة صادقة لاستقامة النهج في ضمير ( الإمام ) وسلوكه . ! !
لقد كان على اقتناع وطيد بأن خير الإسلام في أن يظل لواؤه بيد واحد من بيت النبوة ، لا سيما في الفترة التالية لوفاة الرسول ، حيث يخشى أن تتحرك النزعات القبلية في أحشاء المجتمع من جديد ، متخذة من منصب الخلافة مجال تنافسها - الأمر الذي حدث فعلا يوم السقيفة ، إذ رأى بعض زعماء الأنصار أنهم أولى بالخلافة . . ورأى المهاجرون أنهم أحق بها وأجدر . . وكان الخلاف يتفاقم لولا أن بسط الله يده فوق عباده ، وتحرك الضمير الديني الرشيد الذي غرسه الرسول في أفئدة أصحابه ، فذاب الخلاف فور نشوئه في حرارة الإيمان وصدق اليقين . . ! !
ولم يكن " علي " في اقتناعه بأولوية بيت النبوة في الخلافة يبتغي لآل البيت امتيازا خاصا .
بل كان يرى ذلك امتدادا لواجبهم نحو الدين الذي أكرمهم الله به .
من أجل ذلك ، نراه يجعل هذه الأولوية مشروطة بأن يكون في آل البيت من يؤهله صلاحه وورعه واقتداره لحمل تبعات المنصب الجليل .
ولقد صور اقتناعه هذا في وضوح كامل من خلال حواره مع الراشدين ( أبي بكر وعمر ) فقال :
( إنكم تدفعون آل محمد عن مقامه ومقامهم في الناس ، وتنكرون عليهم حقهم . .
أما والله ، لنحن أحق بالأمر ، ما دام فينا القارئ لكتاب الله . . الفقيه في دين الله . .

21

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست