responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 20


إن النظرة السريعة المتعجلة لهذين الموقفين ، توقع أصحابها في وهم كبير ، فيحسبونها عرضا من أعراض التطلع إلى الدنيا والحفاوة بها .
فأما عن الموقف الأول ، فلم يكن لدى النبي صلى الله عليه وسلم ما يورث .
لقد كان يمضي الشهر والشهران والثلاثة ، ما يوقد في بيته نار تطهو طعاما . . ! !
ولقد لقي ربه ، ودرعه مرهونة في حفنات شعير . . ! !
كل ما في الأمر ، أن المسلمين في بعض غزواتهم أصابوا أرضا - أمر رسول الله أن تبقى في أيدي أصحابها ، على أن ينال كل ذي حق فيها نصيبه من ريعها .
وأفاء الله على رسوله من تلك الأرض - في خيبر ، وفدك - قطعة صغيرة . كان يحمل ريعها إلى الرسول فيستعين به على معيشة بيته وأهله ، وأبناء السبيل .
ولما انتقل عليه السلام إلى الرفيق الأعلى ، حول خليفته الصديق ذلك الريع إلى بيت مال المسلمين .
وطالبت به السيدة فاطمة بوصفها وارثة أبيها ، وغاضبت الخليفة من أجل صنيعة ذاك . .
بيد أنها لم تكد تعلم من أبي بكر ، ومن غير أبي بكر من الأصحاب أن الرسول كان قد أعلن في حياته أن الأنبياء لا يورثون ، حتى فاءت إلى حكمن الشرع وأذعنت لقرار الرسول ، وتقبلت في رضا وتسليم حرمانها من ذلك الريع الذي كانت في أشد الحاجة إليه .
وهكذا أضافت إلى تضحياتها تضحية جديدة ، وفاء منها وولاء للحق الذي قامت عليه حياتها . . . ! ! !

20

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست