نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 19
لقد رأينا ، كيف كان ( علي وفاطمة وأبناؤهما ) يعيشون في خصاصة وشظف . . ألا فلنعلم أن هذه الخصاصة لم تكن عليهم ضربة لازب . . بل كانت من صنع أيديهم واختيارهم . . فنصيب " علي " من الفئ ومن الغنائم كان عظيما . . لكنه ما كان يبقى عليه ، ولا يدخر منه . إنما كان يأخذ منه مثل حسو الطائر . . . ثم يهب بقيته في سماح وغبطة مسكينا ، ويتيما ، وأسيرا . . ! ! ولطالما كان يعمد إلى الطعام المقل الذي يحتاجه لغذائهما طفلاه ( الحسن والحسين ) ، فيتصدق به على شيخ هرم ، أو أرملة ، أو يتيم . . وستكون هذه طريقة أولاده وشيمتهم حين يكبرون . . فبعد قليل ، سنرى ( الحسن ) وقد كثر راتبه وعطاؤه ، أيام ( معاوية ) يقاسم الله أمواله . . ! ! وكذلك سنرى ( الحسين ) . . سنراهما ينفقان عطاءهما في سبيل الخير ، في سخاوة نفس نادرة المثال . فإذا دعوا إلى التضحية بالحياة بعد التضحية بالمال ، جادوا بأنفسهم ، وباعوا صفقة رابحة وغالية ومتواضعة لله رب العالمين . . ! ! إنهم للتضحية خلقوا . . وللفداء عاشوا . ولقد يخدعنا الفهم الزائغ لموقفين وقفهما " علي وفاطمة " فنرى فيهما جنوحا عن المبدأ العظيم الذي قامت عليها حياتهما . هذا الموقفان هما : - موقف " السيدة فاطمة ) من حقها في ميراث النبي . - وموقف ( الإمام علي ) من بيعة الصديق أبي بكر .
19
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 19