responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 146


فالحسين رضي الله عنه حين خرج إلى الكوفة لم يكن طالب دنيا ولا جاه . إنما كان مستجيبا لسلطان الإيمان الذي لا يعصى ولا يغلب .
ولقد رأى الإسلام بكل قيمه الغالية وأمجاده العالية . يتعرض لمحنة قاسية يفرضها عليه بيت أبي سفيان .
ورأى خطيئة الصمت والسكوت تجتاح الناس رغبة أحيانا ، ورهبة أحيانا . . كانت بيعة يزيد دعما لسلطان الجاهلية على حساب الدين . . . ودعما لسلطان القبيلة والأسرة على حساب الأمة . .
وهكذا صارت مقاومتها دعما لسلطان الدين والأمة معا .
ولئن فات ( الحسين ) دعم هذا السلطان في النظام العام عن طريق الخلافة ، التي لم يكن له من أمرها شئ فإنه لم يتخل عن واجب دعمه في الضمير ، عن طريق التضحية والصمود والفداء .
وهكذا . . وفي سبيل إيمانه الوثيق والعريق ضحى البطل الشهيد براحته ، ثم بحياته . . وضحى معه الأقربون ، وصحبه الأكرمون .
ولقد يبدو لبعض الذين يفكرون في عجلة ، أن ( الإمام الحسين ) ومن قبله والده ( الإمام علي ) كانا بإيمانهما ، وبما ينشدان للحياة وللحكم من ورع وتقوى يمثلان جمودا لم تعد تطيقه الحياة بعد التطور البعيد الذي حققه الإسلام وانفعل به .
فالحق أنهما على العكس تماما ، كانا يمثلان روح التقدم وضميره . .
بينما كان الآخرون من بني أمية بتحويلهم الدين إلى مزرعة أموية . .
وبتحويلهم الخلافة إلى ملك يحتكرونه ويتوارثونه ، وبتحويلهم السلطة إلى سوط . . وبإشاعتهم النزعة القبلية بعد أن أذابها الإسلام في وحدته الصلبة ، كانوا بذلك كله يمثلون الرجعية المنتكسة إلى عادات الجاهلية وتقاليدها .

146

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست