responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 140


كلهم قتلوا وديست جيفهم بالأقدام . . ما عدا يزيد . . فقد ضن عليه القدر بأن يذهب قتيل ثورة أو مقاومة ، إذ أن ذلك كان سيضعه إلى حد ما ، في الكفة المقابلة للحسين عليه السلام .
كان الناس سيتحدثون : أن داعية الحق قتل استشهادا . .
وأن ملك بني أمية قتل عقوبة ، وقصاصا . . وهذه مقابلة قد تجعل منه على صورة ما ، ندا أو كفؤا . . الأمر الذي صمم القدر على حرمانه منه ، فتركه يعيش أربع سنوات تعيسا مفزعا . . ثم يموت في يأس ، وهوان ، ونسيان . . ! !
* * * نقول : صحيح أن قتلة ( الحسين ) لقوا جميعا شر مصرع وأسوأ نهاية .
لكن ذلك لا يدخل في حسابنا بحال ، ونحن نتتبع الحصاد العظيم ليوم ( كربلاء ) . .
فليس لمقتل أولئك الأشقياء شأن يرتفع إلى مستوى ذلك الحصاد . .
ولا يكفر عن دماء الرجال ، بدماء الأنذال ! !
* * * كذلك لا يدخل في حسابنا لحصاد ، كربلاء ، تلك الدنيا الهائلة الحافلة التي شادها المطالبون بثأر البطل من عباسيين ، وفاطميين ، وعلويين . . فإن تلك الدنيا التي شادوه بكل إمبراطورياتها ، ودولها ، وسلطانها . لا ترتفع إلى مستوى الجوهر النضير لتضحية ( الحسين ) وحياته ، وثباته . .
وبالتالي ، لا نستطيع أن نعتبرها مثوبة لتلك التضحيات وذلك الثبات .
إن حصاد تضحيته وتضحية رفاقه ، ليجاوز ذلك كله إلى غايات أبعد ، وأمجد ، وأسمى . .

140

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست