نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 141
وإن الدرس الذي يلقيه يوم كربلاء بآلامه ، وبطولاته . . بمأساته ، وعظمته ، ليتفوق على نظرائه في قوة النور الباهر الذي أضاء به ضمير الحياة . . والآن ، فإن علينا أن نتتبع مواطن العظمة والعبرة في ذلك الحصاد . * * * وأول ما يلقانا في هذا السبيل ، هو أن جذوة الحق والصمود التي أضاءها الحسين وأصحابه بدمائهم ، لم تنطفئ ولم يخب نورها باستشهاده ، بل ازدادت ألقا واندلاعا على نحو يبهر الألباب . . ! ! وتمثل ، وأبهى ما تمثل في أخته العظيمة ( زينب ) ، وفي ابنه ( علي ) وهو غير ( علي ) الأكبر استشهد مع أبيه . لقد توقعت الدنيا أن تحني الكارثة جباه من بقي من آل بيت الحسين . . ولكن الطاهرة البتول ( زينب بنت علي ) وحفيدة الرسول ، سرعان ما ردت للدنيا صوابها ، حين أرتها من عظمة هذا البيت كل عجيب . . لقد أخذ - عمر بن سعد - قائد جيش ابن زياد . . أخذ معه إلى الكوفة أهل بيت البطل الشهيد من سيدات وأخوات ، وأطفال . . وأراد أن تكون له فضيلة وسط يومه الكئيب المظلم في كربلاء ، فحافظ على أهل بيت البطل ، وأكرمهم ، وصانهم من كل سوء . وتوقع ابن زياد قبل أن يواجه آل بيت الحسين ، أنه سيلقى انكسارا وضياعا يستدران عطف قلبه الجبان . لكن ( أخت الحسين ) ، البطلة . . أخت البطل . . وبنت البطل . . علمته - إن كان لمثله أن يتعلم - أن الهزيمة التي يتفجع لها الناس ويستكينون ، إنما هي هزيمة الروح وما كان ولا يكون لدعاة الحق وحملة راياته أن تنهزم أرواحهم أبدا ولا أن تنحني جباههم أبدا . . ! !
141
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 141