نام کتاب : يهود بثوب الإسلام نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 44
{ من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه } [1] . وقد أثبت الصحابة كذب أحاديث كعب وقصصه ، وتابعهم في ذلك الرواة والحفاظ والعلماء . وكان عمر بن الخطاب قد رفض مرجعية أهل البيت ( عليهم السلام ) في يوم الخميس بقوله : حسبنا كتاب الله . وقد أيده في هذا المنحى مجموعة من الصحابة ، بالرغم من أنهم بايعوا عليا ( عليه السلام ) على هذه المرجعية الدينية والسياسية في يوم الغدير . ورفض كعب الأحبار أيضا مرجعية علي ( عليه السلام ) مصرحا بذلك [2] . وبالرغم من أن مرجعية المسلمين عند جماعة حسبنا كتاب الله أصبحت في عهدة الخليفة ، إلا أن عمر قد جعل كعبا مرجعا دينيا وسياسيا يرجع إليه في القضايا المهمة والخطيرة . وعلى رأس القضايا التي أفتى بها كعب ورجع إليه فيها عمر هي قضية الاجتهاد الشخصي في قبال النص . ونعني بكون كعب مرجعا دينيا في زمن عمر رجوع الخليفة إليه في قضايا دينية مهمة . وعمر مخير في الرجوع إليه وليس مسيرا . وبالرغم من دهاء عمر وذكائه ، إلا أن كعب الأحبار غلبه في هذه القضية المهمة ، وأوحى إليه زورا بأنه عالم خطير ، يجب على أمثال عمر الرجوع إليه . واستصحاب العرب لمسألة رجوعهم في أسئلتهم إلى أهل الكتاب قبل الإسلام وتعودهم على ذلك وعلى كسب الشفاء والعافية منهم ، هو الذي دعا عمر إلى إدامة الاعتماد على كعب وتميم . خاصة وأن كعبا وتميما قد أظهرا الإسلام زورا ، وأعلنا تسلطهما على علوم أهل الكتاب ، واحتفاظهما بالكتب المقدسة . ومن أدلة ما ذكرنا : رجوع عمر إلى هؤلاء في القضايا الدينية [3] ، ورجوع
[1] النساء ، 46 . [2] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 115 . [3] الدر المنثور 5 / 347 ، تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ، ورام بن أبي فراس 2 / 5 - 6 ، مسند أحمد 1 / 42 ، مجمع الزوائد 5 / 239 ، مستدرك الصحيحين 3 / 126 ، تهذيب التهذيب ، ابن حجر 6 / 320 ، أسد الغابة ، ابن الأثير 4 / 22 .
44
نام کتاب : يهود بثوب الإسلام نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 44