نام کتاب : يهود بثوب الإسلام نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 15
الإسلام في جبهة الشام ، وفتح المسلمون فلسطين ، وحرروا القدس من سلطة الروم ، انتبه كعب من غفلته أو لنقل توجه كعب لاستغلال هذه الفرصة المتاحة . فالقدس بيد المسلمين . والمسلمون طيبون ومسامحون في الدين عليه يمكن عودة اليهود إلى فلسطين التي أخرجوا منها بأمر الروم ؟ ! والنصارى لا سلطة لهم على الشام ، ولا قدرة لهم على تعذيب اليهود ، أو منعهم من دخول القدس مثل السابق . والسبب الآخر في هذه الفرصة الذهبية ، هو وصول معاوية بن أبي سفيان إلى منصب الوالي الإسلامي في الشام . ومعاوية وأبو سفيان معروفان عند اليهود بالكفر ولهما علاقة وطيدة بهم . والسبب الآخر ، أن اليهود لم يكونوا يرغبون في سكن الحجاز . فهي غير مقدسة في نظرهم ، وخيراتها قليلة ، وحركاتهم مرصودة هناك . وبعد انتصار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليهم في المعارك المختلفة ، أصبحت مواردهم المالية ضئيلة ، وأراضيهم محدودة المساحة وصغيرة . ولقد كان عمر بن الخطاب يحترم التوراة ، وفيه رغبة لسماع أخبار الكتب اليهودية عن الماضي والحاضر والمستقبل . ولقد أيد العلماء والمحققون إسلام كعب الأحبار في زمن عمر [1] ، ورغم ذلك ملأ الدنيا بأحاديثه التي لا أساس لها من الصحة لعدم رؤيته الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإسلامه المتأخر . قال الذهبي في تذكرة الحفاظ : إنه ( كعب ) قدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر ، فأخذ عنه الصحابة وغيرهم ، وروى جماعة من التابعين عنه ، ومات بحمص في سنة 32 أو 33 أو 38 ، بعد ما ملأ الشام وغيرها من البلاد الإسلامية برواياته وقصصه المستمدة من الأخبار كما فعل تميم الداري في الأخبار النصرانية .