نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 624
الناس جميعا ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) فدل هذا على أن هناك حشرين ، حشر يحشر الله فيه من كل أمة فوجا وهو الرجعة ، وحشر للناس جميعا وهو يوم القيامة ، ولا يمكن تفسير الحشر الأول بيوم القيامة لأننا سنوقع التناقض في حق الله ، فكيف يقول عز وجل : سنحشر من كل أمة فوجا يوم القيامة ، وسنحشر الناس جميعا يوم القيامة ؟ ! وقد قال الحافظ جلال الدين السيوطي بالرجعة لكن بمعنى مختلف عن الذي تقول به الإمامية . فقد ادعى إمكانية رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في اليقظة وألف رسالة في ذلك هي : ( إمكان رؤية النبي والملك في اليقظة ) وادعى السيوطي رؤيته للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بضعا وسبعين مرة كلها في اليقظة ! واعتقاد السيوطي هذا شبيه باعتقاد الشيعة بالرجعة وقوله برجوع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في اليقظة لا يختلف عن قول الشيعة برجوع بعض الأموات إلى الحياة . فلماذا يشنع على الشيعة لاعتقادهم بالرجعة ولا يشنع على السيوطي ؟ ! بل إنه ما زال محل احترام وتقدير من جميع المذاهب . فكل من يطعن بعقيدة الشيعة في الرجعة فهو طاعن بالسيوطي الملقب بشيخ الإسلام ! وحين تكلم محمد بن علي الصبان - وهو من أهل السنة - عن طرق معرفة عيسى ( عليه السلام ) الأحكام الإسلامية بعد ظهوره قال : " . . . ومنها - أي الطرق - أن عيسى إذا نزل يجتمع به ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلا مانع من أن يأخذ عنه ما يحتاج إليه من أحكام شريعته " ( 1 ) . وقول الصبان هذا يعني رجعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فماذا يفرق عن قول الشيعة برجوع المؤمنين والكافرين ممن محضوا الإيمان والكفر محضا ؟ ومسألة الرجعة ليست بذاك الحجم ، فهي ليست من أصول الدين كما يزعم بعضهم ، فمن اعتقدها فله ذلك ، ومن لم يفعل فلا تثريب عليه .
1 - إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار : ص 161 .
624
نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 624