نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 621
ذلك الرجل الذي قيل له : لماذا تلفظون القاف غينا والذال زايا ؟ فقال : نحن لا نغول زلك ! ! قال الدكتور حامد داود حفني : " ولما كان البداء من صفات المخلوقين ، لأن فعل الشئ ثم محوه يدل على التفكير الطارئ وعلى التصويب بعد الخطأ وعلى العلم بعد الجهل فإن كثيرا من المفكرين سفهوا عقول الشيعة في نسبة البداء إلى الله سبحانه ، والشيعة الإمامية براء مما فهمه الناس عن البداء ، إذ المتفق عليه عندهم وعند علماء السنة أن علم الله قديم منزه عن التغيير والتبديل والتفكير الذي هو من صفات المخلوقات ، أما الذي يطرأ عليه التغيير والمحو بعد الإثبات فهو في اللوح المحفوظ بدليل قوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) . ولنضرب مثالا لذلك يبين معنى البداء عند الإمامية : فلان من الناس كتب عليه الشقاء في مستهل حياته ، وفي سن الأربعين تاب إلى الله فكتب في اللوح المحفوظ من السعداء . فالبداء هنا ، محو : اسمه من باب الأشقياء في اللوح ، وكتابته في باب السعداء . أما ما في علم الله فيشمل جميع تاريخ هذه المسألة من إثبات ومحو بعد التوبة . أي أنه سبق في علم الله أن هذا الشخص سيكون شقيا ثم يصير سعيدا في وقت كذا حين التوبة . إن البداء الذي تقول به الإمامية هو قضية الحكم على ظاهر الفعل الإلهي في مخلوقاته بما تتطلبه حكمته . فهو قول بالظاهر المتراءى لنا . وإذن فوجه الإشكال في الذين خطؤوا الشيعة في قولهم بالبداء إنما جاء من زعمهم أن الشيعة ينسبون البداء إلى علم الله القديم لا إلى ما في اللوح المحفوظ . ولعلك فيما قدمته لك من بيان ضاف تكون وقفت معي على ما في عقائد الإمامية من وجاهة في قولهم بالبداء ! ! وما في تفكيرهم من عمق في الحكم به لأن معناه - في نظري - أن الله سبحانه يطور خلقه وفق مقتضيات البيئة والزمان اللذين خلقهما وأودع فيهما سر التأثير على خلقه ، ولو ظاهرا . إن القول بالبداء هو المقالة الوحيدة التي نستطيع بهديها أن نفسر لك سر الناسخ والمنسوخ في القرآن . . . " ( 1 ) .
1 - تقديمه لعقائد الإمامية : ص 25 - 26 .
621
نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 621