نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 620
وتثبت ، وعندك أم الكتاب ، فاجعله سعادة ومغفرة " ( 1 ) . هذا عمر بن الخطاب يقول بالبداء الذي تقول به الإمامية فكل من ينقد عقيدة البداء عند الإمامية فهو ينقد عمر ! ! وعن ابن عباس قال : " لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر " ( 2 ) . فهذا حبر الأمة يقول بالبداء الذي تقول به الإمامية ! وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : " من سره أن يبسط عليه رزقه أو ينسأ في أثره فليصل رحمه " . قال النووي في شرح الحديث : " وأما التأخير في الأجل ففيه سؤال مشهور وهو أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تزيد ولا تنقص فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون وأجاب العلماء بأجوبة ، الصحيح منها . . . . والثاني - أي الجواب - أنه بالنسبة إلى ما يظهر للملائكة وفي اللوح المحفوظ ونحو ذلك فيظهر لهم في اللوح أن عمره ستون سنة إلا أن يصل رحمه ، فإن وصلها زيد له أربعون ، وقد علم الله سبحانه وتعالى ما سيقع له من ذلك وهو من معنى قوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ) ويثبت فيه النسبة إلى علم الله تعالى وما سبق به قدره ولا زيادة بل هي مستحيلة ، وبالنسبة إلى ما ظهر للمخلوقين تتصور الزيادة وهو مراد الحديث " ( 3 ) . وهذا الذي ذكره النووي هو البداء بعينه الذي تقول به الإمامية . والآية التي استدل بها لتأييد هذه العقيدة هي نفسها التي يستدل بها الإمامية . فالإمامية مع إخوانهم من أهل السنة شركاء في هذه العقيدة الإسلامية . فالعجب من هذا الذي ينعى على الإمامية قولهم بالبداء وينسى أهل ملته الذين يقولون به وحاله كحال
1 - الدر المنثور ، السيوطي : 4 / 661 ، وهذا الذي يقوله عمر مذهب ابن مسعود وأبي وائل وقتادة راجع نقض الوشيعة : ص 82 . 2 - مستدرك الحاكم : 2 / 350 وصححه ، وكذا الذهبي . 3 - صحيح مسلم بشرح النووي : 16 / 114 .
620
نام کتاب : وركبت السفينة نویسنده : مروان خليفات جلد : 1 صفحه : 620