نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 48
الحادث والموهوم ، والدهر والسرمد ، بل التعبير بالزمان هنا من باب ضيق العبارة ومجرد اصطلاح ، إذ القائل بحدوثه بالمعنى المذكور قائل بحدوث الزمان أيضا ، لأنه من أجزاء العالم . والمقصود واضح وهو أنه تعالى أبدع وأحدث وأوجد الأشياء بعد أن لم تكن بعدية حقيقية كما هو مضمون الآيات والأخبار المتواترة ، والمخالف في المسألة هم الفلاسفة ، والمشهور منهم يقولون بأن ما سوى الله حادث بالذات وقديم بالزمان . جواز الاستدلال بالأدلة السمعية في المسائل الكلامية قد يقال : إن المسألة - أي بحث حدوث العالم - من المسائل العقلية الكلامية التي لا ينفع فيها التمسك بالإجماع ، لأن الإجماع الحجة ما كان كاشفا عن قول الإمام ( عليه السلام ) في المسائل الشرعية لا في المسائل العقلية إذ الاستكشاف المزبور إنما يتأتي فيما إذا كان شأن الشارع بيانه والحجة في المطالب العقلية هي العقل الحاكم فيها . والجواب : هو أن كون المسألة عقلية كلامية لا يمنع عن التمسك بالإجماع وساير الأدلة السمعية فيها . فإنه بعد إثبات وجود الخالق تعالى ونبوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لو فرضنا أمرين ممكنين في أنفسهما وقد صرح الشرع بتعيين أحدهما لوجب الاعتقاد به فضلا عما إذا كان أحد الأمرين مستحيلا في نفسه ، وهو القدم لغير الله . بل الاعتماد في كثير من المسائل الكلامية إنما هو عليه ، ألا ترى أن المحقق الدواني وسائر المتكلمين قد تمسكوا في إثبات هذه المسألة - أي حدوث العالم
48
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 48