نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 22
الأفعال لا أول لها . . إذ كنا نعتقد إن الله تعالى ابتدأها وإنه موجود قبلها ، ووافقونا بقولهم : لا آخر لها ، لأنهم وإن ذهبوا في ذلك إلى بقاء الدنيا على ما هي عليه واستمرار الأفعال فيها وإنه لا آخر لها . فإنا نذهب في دوام الأفعال إلى وجه آخر ، وهو تقضي أمر الدنيا وانتقال الحكم إلى الآخرة ، واستمرار الأفعال فيها من نعيم الجنة الذي لا ينقطع عن أهلها ، وعذاب النار الذي لا ينقضي عن المخلدين فيها ، فأفعال الله عز وجل من هذا الوجه لا آخر لها . وهؤلاء - أيدك الله - هم الدهرية القائلون : بأن الدهر سرمدية لا أول له ولا آخر ، وإن كل حركة تحرك بها الفلك فقد تحرك قبلها بحركة من غير نهاية وسيتحرك بعدها بحركة بعدها حركة لا إلى غاية ، وأنه لا يوم إلا وقد كان قبله ليلة ولا ليلة إلا وقد كان قبلها يوم ، ولا إنسان إلا أن يكون من نطفة ولا نطفة تكونت إلا من انسان ، ولا طائر إلا من بيضة ولا بيضة إلا من طائر ، ولا شجرة إلا من حبة ولا حبة إلا من شجرة . . وإن هذه الحوادث لم تزل تتعاقب ولا تزال كذلك ، ليس للماضي فيها بداية ولا للمستقبل فيها نهاية ، وهي مع ذلك صنعة لصانع لم يتقدمها وحكمة من لم يوجد قبلها ، وإن الصنعة والصانع قديمان لم يزالا . . ! تعالى الله الذي لا قديم سواه وله الحمد على ما أسداه من معرفة الحق وأولاه ، وأنا بعون الله أورد لك طرفا من الأدلة على بطلان ما ادعاه الملحدون وفساد ما تخيله الدهريون [1] .
[1] كنز الفوائد 1 / 33 الطبعة الأولى قم ، تحقيق : الشيخ عبد الله نعمه .
22
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 22