نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 180
ولا يخفى أن إرادته تعالى لم تتعلق أزلا إلى إيجاد العالم في الأزل لأنها من صفات الفعل وهي حادثة كما ورد في الأخبار الكثيرة . وإن كان مقصود القائل أنه تعالى كامل بالذات وعلة تامة لإيجاد العالم ، وتخلف العلة عن المعلول أمر ممتنع ، فقد مر جواب ذلك وأثبتنا بطلان هذا المبنى من أساسه . ثالثا : إن الجود فعل ، ولا يلزم من ترك الفعل اختيارا نقص الذات . رابعا : إن المتبادر من لفظ " الجواد " هو أن الشخص الجواد هو من لا يبخل عن الجود إذا وجد مقتضيه ، وإن لم يصدر الجود عنه بالفعل مطلقا ، والدليل على أن جواديته تعالى لا تتوقف على الإعطاء والبذل مضافا إلى المعنى المتبادر منه بعض الأخبار . * كرواية الصدوق بسنده عن أحمد بن سليمان قال : سأل رجل أبا الحسن ( عليه السلام ) - وهو في الطواف - فقال له : أخبرني عن الجواد . فقال له : إن لكلامك وجهين : فإن كنت تسأل عن المخلوق ، فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عز وجل عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع ، لأنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له وإن منع منع ما ليس له [1] .
[1] التوحيد : 373 حديث 16 ، الخصال : 43 حديث 36 ، الكافي 4 / 39 حديث 1 ، معاني الأخبار : 257 حديث 1 ، تحف العقول : 408 ، كشف الغمة 2 / 289 ، مشكاة الأنوار : 231 ، بحار الأنوار 4 / 172 حديث 1 و 10 / 246 حديث 6 و 54 / 116 و 68 / 351 حديث 5 ، و 75 / 319 .
180
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 180