نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 151
عنها ، فكل حادث يحتاج إلى الموجد لا إلى العلة الفلسفية التي هي في الحقيقة تطور شئ واحد بأطوار مختلفة ، وليست من معنى العلة والمعلول الحقيقي في شئ . فالتوهم المزبور ناشئ من الاشتباه في فهم حقيقة معنى العلة والمعلول ، بل تحريفهما عما هما عليه ، كما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . قال بعض الأعلام في هذا المقام - ما ترجمته - : إن القدرة من الأوصاف الكمالية الواقعية ، بل تمام الكمال هو القدرة على الفعل . ومن البديهي أن القدرة التامة في الفاعل بقدرته على الفعل والترك وإلا إذا لم يكن الفاعل قادرا على الإمساك وترك الفعل فقدرته تكون ناقصة إذا . والوجدان حاكم على أن الفاعل الذي يقدر على الفعل والترك على السوية فهو قادر على الإمساك من الفعل . فالفعل بالنسبة إلى الفاعل العالم القادر على الطرفين باق بحاق الإمكان ، ووجوب الفعل مخالف ومناقض للقدرة . وأيضا من البديهي أن الفعل والترك لابد أن يكونا مطابقان للحكمة والمصلحة وإلا كان عبثا وجزافا ، ولا ينبغي من الحكيم ذاك . فيمكن ان يقال : بأن إظهار القدرة التامة والكمال الأتم هو الداعي والحكمة على إيجاد العالم بعد عدمه . ومن العجب أن جماعة من أعاظم المعارف البشرية يعتقدون أن لكل صفات ذاته تعالى وكمالاته مظاهرا في العالم حتى أنهم يقولون بأن الشيطان
151
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 151