مرحلتها الأخيرة وهي مرحلة القوة أو الحركة ، إذ لم يكن يفهم أحد في ذلك العهد بل إلى ما قبل عصر قريب أن المادة تتلاشى في القوة التي تتحول إليها ، وأن المادة مركبة من مجموعات تشبه المجموعات الشمسية مؤلفة من عناصر يدور بعضها حول بعض بسرعة عظيمة جدا ، وهي لا ترى ثابتة في حسنا إلا بسبب تلك السرعة المفرطة [1] . وعلى ذلك كانت فكرة تحطيم الذرة ، والانتفاع بقواها الهائلة في السلم والحرب . ونظرية هشام وسواه في تقسيم الأجزاء ، كانت بداية نظرية للنتيجة الضخمة ، التي استطاع الإنسان أن يسيطر عليها ، ويستخرج بها قوى المادة الكامنة فيها . [2] : الأعراض العرض كما يقول النظام ما يعترض الشئ ويقوم به ( 2 ) وهو منه ما يختص بالأحياء وهو الحياة والشهوة والنفرة والقدرة والإرادة والكراهة والاعتقاد والنظر والظن والألم ( 3 ) . ومنه ما يكون للأحياء ولغيرهم وهو : الكون وهو يشتمل على أربعة أشياء الحركة والسكون والاجتماع والافتراق : ومنه التأليف والاعتماد ، كالثقل والخفة والحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة واللون والصوت والرائحة والطعم ، وزاد بعضهم ثلاثة وهي الفناء والموت والبقاء ( 3 ) .
[1] أنظر على أطلال المذهب المادي ص 50 و 60 . [2] المقالات ص 369 . ( 3 ) و ( 4 ) أنظر : كشف الفوائد ص 18 - 20 .