" الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، والإرادة من الله إحداثه الفعل لا غير ذلك ، لأنه جل اسمه يهم ولا يتفكر " [1] . فهو من هذه الجهة قد وافق الإمامية الذين ذهبوا إلى أن معنى إرادة الله نفس فعله تبعا للحديث ، قال المفيد : " إن إرادة الله تعالى هي نفس أفعاله " وإرادته لأفعال خلقه أمره بالأفعال ، وبهذا جاءت الآثار عن أئمة الهدى من آل محمد ، وهو مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم " [2] . ويقول أيضا : " الإرادة من الله جل اسمه نفس الفعل ، ومن الخلق الضمير وأشباهه مما لا يجوز إلا على ذوي الحاجة والنقص " [3] وإلى هذا ذهب محمد بن النعمان الأحول [4] فهشام يريد أن يوفق بين رأيه العام في الصفات وأنها حادثة لا في محل ، وبين ما دل عليه الحديث وما ذهب إليه الإمامية من أن معنى إرادة الله هو الفعل ، ففسر الإرادة حركة حادثة لا في محل على حد قوله في العلم ، لا توصف بالحدوث ولا يالقدم ، وليست هي هو ولا غيره ، وهو وإن كان بتفسيره للإرادة بالحركة والحركة بالفعل ، يخالف الإمامية ، لكنه اضطر إليه لما ذكرناه للتوفيق والجمع بين رأيه ورأي الشيعة ولأجل اطراد مذهبه في الصفات ، وقد تناول الكراجكي مثل هذا الرأي بالنقد فقال في بعض كلامه :