تعملون ) * وبقوله تعالى * ( الآن خفف عنكم ، وعلم أن فيكم ضعفا ) * قال : فكما أن التخفيف حدث الآن ، فكذلك العلم بضعفهم ، لأن الكلام الثاني معطوف على الأول " [1] . ثم يقول هشام : " فإن سألتنا المعتزلة عن قوله تعالى * ( الظاهر منه عدم حدوث العلم ) * * ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) * ونحوها من القرآن فليس هذا إلا كالذي يسألون عنه من قوله تعالى * ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) * * ( ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ) * * ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) * وقوله تعالى * ( ختم الله على قلوبهم ) * * ( بل طبع الله عليهم بكفرهم ) * * ( ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) * و * ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) * ونحو هذا من الآي ، ولن يكون مخرجنا دون مخرجهم ، ولن يضيق علينا من التأويل ما يتسع عليهم " [2] . ( الأمر الثاني ) : " إن هذا العلم لا يقال فيه محدث أو قديم ، لأنه صفة والصفة لا توصف ، وإن العلم ليست صفة له ، وليست هي هو ولا غيره ولا بعضه " [3] . وأغلب الظن أن رأيه في عدم وصف العلم بذلك كان مسايرة لنزعة الجهم بن صفوان في علم الله ، فإن الجهم علل ذلك بقوله : " وإذا ثبت حدوث العلم فليس يخلو إما أن يحدث في ذاته تعالى ، وذلك يؤدي إلى التغير في ذاته ، وأن يكون محلا
[1] المصدر نفسه ص 115 . [2] الانتصار ص 120 . [3] المقالات ما بين ص 107 إلى ص 113 والملل ص 107 .