فليس نعرفه إلا من حكاية الجاحظ عن النظام ، وما فيهما إلا متهم عليه ، غير موثوق بقوله في مثله " [1] وقال قبل هذا : " وأكثر أصحابنا يقولون إنه ورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة [2] . ويقول ابن أبي الحديد : " والمتعصبون لهشام بن الحكم من الشيعة في وقتنا هذا يزعمون أنه لم يقل بالتجسيم المعنوي ، وإنما قال إنه جسم لا كالأجسام بالمعنى الذي ذكرنا عن يونس والسكاك وغيرهما " [3] . ويريد بالمعنى الذي ذكره عن يونس بن عبد الرحمن وغيره أنهم أطلقوا لفظة جسم لا كالأجسام لمعنى أنه شئ لا كالأشياء [4] . ويؤيد الشهرستاني هؤلاء فيقول : " وهذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول ، لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، فإن الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنه ألزم العلاف ، فقال له : إنك تقول الباري عالم وعلمه ذاته ، فتشارك المحدثات في أنه عالم بعلم ، ويباينها في أن علمه ذاته ، فيكون عالما لا كالعالمين . فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام وصورة لا كالصور ، وله قدر لا كالأقدار إلى غير ذلك " [5] .
[1] و [2] الشافي ص 12 . [3] و [4] شرح النهج م 1 ص 295 . [5] الملل ص 108 .