وإننا إذ نقف بين هذه النصوص المتضاربة لا يمكننا أن ننزه هشاما عن القول بالتجسيم . أولا : إن حكاية التجسيم عنه مستفيضة ، حتى من بعض قدماء الشيعة أنفسهم ، فإننا نجد الحسن بن موسى النوبختي من أكابر متكلمي الشيعة قد روى عن هشام التجسيم المحض في كتابه الآراء والديانات [1] . ثانيا : إن الصدوق ابن بابويه القمي قد روى في كتابه التوحيد كثيرا من الأحاديث التي تشعر بذهاب هشام بن الحكم إلى القول بالتجسيم [2] . ثالثا : أن الشيخ المفيد وهو من محققي الإمامية نسب إليه القول بأنه جسم لا كالأجسام [3] . هذا ولكن الذي عرفناه أن هشاما كان في ابتداء أمره من الجهمية كما سبق ، ثم رجع عن تلك الطريقة ، ودان بالقول بالإمامة بعد أن لقي الإمام الصادق عليه السلام ، ورجع عن كل ما يخالف مذهب الشيعة . ومن جانب آخر عرفنا أن تلامذة هشام كالسكاك وعلي بن منصور ويونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان كانوا يقولون أنه جسم لا كالأجسام على معنى أنه بخلاف العرض الذي
[1] أنظر شرح النهج م 1 ص 295 . [2] راجع التوحيد في باب ما جاء أنه ليس بجسم ولا صورة من ص 84 إلى 92 وراجع الفصول المختارة ج 2 ص 121 . [3] الفصول المختارة ج 2 ص 120 .