موجود مادة حتى الله والروح [1] وقد رجحنا وصول هذه الفلسفة إلى هشام عن طريق الديصانية الذين كانوا على اتصال وثيق بفلسفة الرواقيين ، وبخاصة أن هشاما صحب أبا شاكر الديصاني ولازمه حتى عد من غلمانه كما سبق . 3 - نزعة الجدل . ونزعة الجدل قوية بارزة فيه ، لا تشبهها نزعة أخرى سواها حتى وصفه ابن النديم فقال : كان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب ، ويصفه الدكتور أحمد أمين فيقول : وكان جدلا قوي الحجة ناظر المعتزلة وناظروه ، ونقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة متفرقة ، تدل على حضور بديهة وقوة حجة " . وتتمثل نزعته هذه في الأدوار الكبيرة التي قام بها ضد المخالفين من سائر الفرق والنزعات ، يكافحهم ويقطعهم انتصارا للإسلام أولا ولمذهب الإمامية ثانيا ، وكان لعلو كعبه في الجدل وقوة عارضته يتحاماه المجادلون ويخشون حجاجه ، وكانت له في ذلك شهرة طائرة كبيرة ، حتى أن عمرو بن عبيد حين انقطع معه في مناظرته إياه ، وكان قد سأله من أنت فقال رجل من أهل الكوفة ، ولما انقطع معه قال له ألست هشاما قال لا ولما انتهى الحجاج ، قال له أنت هشام والله وضمه إلى صدره ، وهذه الكلمة القصيرة تدل على ما لهشام من قوة جدلية معروف بها في عصره ، بعيد الصوت ذائع الشهرة فيها ، يفحم