نام کتاب : هاشم وعبد شمس نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 140
مكة يومئذ كانت مستعمرة للقوة لا يعلو فيها غير كلمة الأقوياء ، وكان في مكة أنحاء وأنماط من مذاهب النفوذ والسيطرة بعضها يلتقي والسرقة ببعض المشابه والمعاني ، فنفوذ بني عدي أو بني جمح مثلا كان من طرقه السرقة ولكنها سرقة لا تعتمد على الخلسة والاختفاء بل تعتمد على القهر والغلبة ، وإذا كان السلب طريقا إلى النفوذ والظهور فلماذا لا تكون السرقة طريقا إليهما ؟ بل لماذا لا ترتقي السرقة يوما فتكون سلبا واقتدارا ؟ لعل أمية فكر بهذا وهو يطوف بين مضارب الحاج وعلى هذا التقدير يكون قد أشبع من السرقة ميلين في نفسه ، ميله الطبيعي إلى الاختلاس والتلصص وميله إلى الشهرة والوجود عن هذا الطريق . وصفات أمية - بعدئذ - تدلنا بجملتها على أنه كان طموحا تواقا إلى البروز وإن كانت أدواته ووسائله إلى ذلك وسائل الأحمق إلى بروز شئ خزيان . كان خبا لئيما حسودا ، وآية ذلك أنه كان يأرق من
140
نام کتاب : هاشم وعبد شمس نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 140