نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 87
ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت " ، فيقال له : " كلا " [1] . ومنها : أنه يلزم منه عدم الوثوق بوعده ، ووعيده . ولأنه لو جاز منه فعل القبيح ، لجاز منه الكذب ، وحينئذ ينتفي الجزم بوقوع ما أخبر بوقوعه من الثواب على الطاعة ، والعقاب على المعصية ، ولا يبقى للعبد جزم بصدقه ، بل ولا ظن به ، لأنه لما وقع منه أنواع الكذب والشرور في العالم ، كيف يحكم العقل بصدقه في الوعد والوعيد ، وينتفي حينئذ فائدة التكليف ، وهو الحذر من العقاب ، والطمع في الثواب . ومن يجوز لنفسه أن يقلد من يعتقد جواز الكذب على الله تعالى ، وأنه لا جزم في البعث والنشور ، ولا بالحساب ، ولا بالثواب ، ولا بالعقاب ؟ ، وهل هذا إلا خروج عن الملة الإسلامية ؟ فليحذر الجاهل من تقليد هؤلاء ، ولا يعتذر : بأني ما عرفت مذهبهم ، فهذا عين مذهبهم ، وصريح مقالتهم . . نعوذ بالله تعالى منها ، ومن أمثالها . . ومنها : أنه يلزم نسبة المطيع إلى السفه والحمق ، ونسبة العاصي إلى الحكمة والكياسة ، والعمل بمقتضى العقل . بل كلما ازداد المطيع في طاعته وزهده ، ورفضه للأمور الدنيوية ، والاقبال على الله تعالى بالكلية ، والانقياد إلى امتثال أوامره ، واجتناب مناهيه ، نسب إلى زيادة الجهل ، والحمق ، والسفه . وكلما ازداد العاصي في عصيانه ، ولج في غيه وطغيانه ، وأسرف في ارتكاب الملاهي المحرمة ، واستعمال الملاذ المزجور عنها بالشرع ، نسب إلى العقل ، والأخذ بالحزم ، لأن الأفعال القبيحة إذا كانت مستندة إليه تعالى ، جاز أن يعاقب المطيع ، ويثبت العاصي ، فيجعل [2] المطيع بالتعب ، ولا تفيده [3] طاعته إلا الخسران ، حيث جاز أن يعاقبه على امتثال أمره ، ويحصل في الآخرة بالعذاب الأليم السرمد ،
[1] المؤمنون : 100 . [2] في نسخة : فيتعجل . [3] في نسخة : ولا يفيد .
87
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 87