responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 82


فإذا عرفت : أنه لا ينبغي أن يذكر لهذا السائل عن دين الإسلام ، إلا مذهب الإمامية دون قول غيرهم ، عرفت عظم موقعهم في الإسلام ، وتعلم أيضا بزيادة بصيرتهم ، لأنه ليس في التوحيد دليل ولا جواب عن شبهة إلا من أمير المؤمنين عليه السلام ، وأولاده عليهم السلام أخذ ، وكان جميع العلماء يستندون إليه على ما يأتي ، فكيف لا يجب تعظيم الإمامية ، والاعتراف بعلو منزلتهم ، فإذا سمعوا شبهة في توحيد الله تعالى ، أو في عبث بعض أفعاله انقطعوا بالفكر فيها عن كل أشغالهم فلا تسكن نفوسهم ، ولا تطمئن قلوبهم حتى يتحققوا جوابا عنها ، ومخالفهم إذا سمع دلالة قاطعة على أن الله عز وجل لا يفعل الفواحش والقبايح ، ظل ليله ونهاره مهموما مغموما ، طالبا لإقامة شبهة يجيب بها حذرا : أن يصح عنده أن الله تعالى لا يفعل القبيح ، فإذا ظفر بأدنى شبهة قنعت نفسه ، وعظم سروره بما دلت الشبهة عليه ، بأنه لا يفعل القبيح ، وأنواع الفواحش غير الله تعالى ، فشتان بين الفريقين ، وبعد ما بين المذهبين . ولنشرع الآن في تفصيل المسائل ، وكشف الحق فيها بعون الله ولطفه .
إثبات الحسن والقبح العقليين المطلب الثاني : ذهبت الإمامية ، ومن تابعهم من المعتزلة ، إلى أن من الأفعال ما هو معلوم الحسن ، والقبح بضرورة العقل ، كعلمنا بحسن الصدق النافع ، وقبح الكذب الضار ، فكل عاقل لا يشك في ذلك .
وليس جزمه بهذا الحكم بأدون من الجزم بافتقار الممكن إلى السبب ، وأن الأشياء المساوية لشئ واحد متساوية . ومنها ما هو معلوم بالاكتساب أنه حسن ، أو قبيح ، كحسن الصدق الضار ، وقبح الكذب النافع [1] .
ومنها ما يعجز العقل عن العلم بحسنه أو قبحه فيكشف الشرع عنه كالعبادات .



[1] أقول : إن الحسن والقبح العقلي ، لا يتغير ولا يتبدل بعروض الحسن أو القبح الثانوي ، بطرو العنوان الثانوي لأن ما هو حسن في ذاته لا ينقلب قبيحا في ذاته وبالعكس .

82

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست