responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 509


الفرائض وأعلاها وأجمعها للحق وأحكمها لدعائم الإيمان وشرايع الإسلام ، وما يحتاج إليه الخلق لصلاحهم ولفسادهم ولأمر دنياهم وآخرتهم ، فقد تولوا عني ودفعوا فضلي وفرض رسول الله صلى الله عليه وآله إمامتي وسلوك سبيلي ، فقد رأيتم ما شملهم من الذل والصغار من بعد الحجة ، وكيف أثبت الله عليهم الحجة ، وقد نسوا ما ذكروا به من عهد نبيهم وما أكد عليهم من طاعتي ، وأخبرهم من مقامي وبلغهم من رسالة الله في فقرهم إلى علمي وغنائي عنهم وعن جميع الأمة بما أعطاني الله ، فكيف آسي [1] على من ضل عن الحق بعد ما تبين له واتخذ هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ، إن هداه للهدى وهما السبيلان : سبيل الجنة وسبيل النار والدنيا والآخرة ، فقد ترى ما نزل بالقوم من استحقاق العذاب الذي عذب به من كان قبلهم ( من الأمم ) [2] ، وكيف بدلوا كلام الله وكيف جرت السنة فيهم من الذين خلوا من قبلهم ، وعليكم بالتمسك بحبل الله وعروته وكونوا من حزب الله ورسوله وألزموا عهد رسول الله وميثاقه عليكم ، فإن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ، وكونوا في أهل ملتكم كأصحاب الكهف ، وإياكم أن تفشوا أمركم إلى أهل أو ولد أو حميم أو قريب ، فإنه دين الله عز وجل الذي أوجب له التقية لأوليائه فيقتلكم قومكم ، وإن أصبتم من الملك فرصة ألقيتم على قدر ما ترون من قبوله ، وإنه باب الله وحصن الإيمان لا يدخله إلا من أخذ الله ميثاقه ونور له في قلبه وأعانه على نفسه ، انصرفوا إلى بلادكم على عهدكم الذي عاهدتموني عليه ، فإنه سيأتي على الناس برهة من دهركم ملوك بعدي وبعد هؤلاء ، يغيرون دين الله ويحرفون كلامه ويقتلون أولياء الله ويعزون أعداء الله ، وتكثر البدع وتدرس السنن حتى تملأ الأرض جورا وعدوانا وظلما وبدعا ، ثم يكشف الله بنا أهل البيت جميع البلايا عن أهل دعوة الله بعد شدة من البلاء العظيم حتى



[1] أي أحزن ، من الأسى - بالفتح والقصر - وهو الحزن .
[2] زيادة من إرشاد القلوب والبحار .

509

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست